الرجل الوحيد على الشاطئ

على خليج المكسيك، يمتد شاطئ مدينة (كلير ووتر Clearwater) الامريكية برماله البيضاء لأربعة كيلومترات. كليرووتر او المياه الصافية كما يمكن ترجمة اسم المدينة الذي يقال بأنه يعود لوجود نبع مياه في المدينة سميته عليه، مدينة صغيرة شاطئها صاخب ومزدحم نهارا على مدار أيام السنة. وحين زرتها نهاية شهر ديسمبر ٢٠٠٨م لقضاء اجازة رأس السنة كان الجو في النهار مغريا بأن يذهب الناس إلى الشاطئ ليزدحم بالاصوات والضحكات والأمواج وطائرات الإعلانات التجارية التي تجوب السماء.

وفي نهاية اليوم الأول لوصولي هناك وهو يوم ما قبل رأس السنة ٣٠ ديسمبر، لاحظت رجلا يقف وحيدا، مستندا على جذع شجرة واشنطونيا من ضمن مجموعة أشجار تتوزع على امتداد الشاطئ.  كان منظرا رومانسيا ومحزنا. فالشاطيء الذي كان صاخبا يعج بالالاف قبل دقائق اصبح خاليا إلا من هذا الرجل. كانت الشمس قد غابت تماما وظهر القمر خجولا ولكنه كان جميلا كسر زرقة السماء وأصبح في مرمى نظر الرجل. التقطت خمس صور مستعملا الحامل الثلاثي للكاميرا ثم رحلت. في اليوم التالي كان الشاطئ مزدحما كما يفترض بشواطئ فلوريدا نهارا واستمر الازدحام لما بعد منتصف الليل حين احتفل الآلاف برأس السنة. لم اعد بعدها للشاطئ فقد رحلت في اليوم التالي ولكني عدت لألبوم الصور بعد ما يقارب العشر سنوات! وظهرت لي هذه الصورة. تذكرت تلك اللحظة وذلك الرجل الذي يقف وحيدا بعد الغروب على شاطئ كلييرووتر، خليج المكسيك!

 

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published.Please enter all required information below!