Author: مصلح جميل

Lake Hefner by Fuji Reala

من الأرشيف صورة لبحيرة هفنر في مدينة أوكلاهوما، ولاية أوكلاهوما الامريكية في بداية موسم الخريف ٢٠٠٩م. كانت الفكرة تجربة كاميرا ماميا ٦٤٥ مع فيلم نيجاتيف ملون من فوجي  Fuji Reala من القطع المتوسط. الصورة ممسوحة عن طريق سكانر بعد عشر سنوات من التصوير مع زيادة تشبع الالوان لتعويض ضياع الالوان بسبب المسح وطول عمر النيجاتف.

Lake Hefner, Oklahoma City, Ok 2009

Fuji Reala 120, Mamaya 645

4×5 بورترية

خلال التجهيز لمعرضي الفوتوغرافي (ما تسرب من ضوء) زرت الاستوديو عدة مرات كنت التقي خلالها بالفنان محمد الانصاري وكنت المح كاميرا ( Cambo 4 x 5″ View Cameras) من القطع الكبير في مدخل الاستوديو وتأخذنا الأحاديث مع محمد في اتجاهات مختلفة وانسى ان اسال عن الكاميرا! ومن حسن الحظ انه في احدى الزيارات كان محمد مشغولا مع أحد زبائنه فاستغليت الفرصة لفحص الكاميرا واختبرت عدستها وحركاتها وبدا لي أنها تعمل بشكل جيد! اقترحت على محمد ان أجربها عمليا بأن أحضر فيلم والتقط صورة واقوم بتحميضها.

مكتب محمد مزدحم بأشكال وأحجام مختلفة من الصور والتصاميم المطبوعة والمعلقة حول مكتبه وعلى مكتبه وأمامه شاشتي ماك كبيرة في تباين مع تلك المطبوعات والزحمة. فقررت أن ألتقط صورة عن ذلك المكتب وصاحبه كما هو، بدون اي ترتيبات أو تعديلات. أن يكون في وسط زحمة الأوراق والمطبوعات وعالمه وشغفه. ولان الاضاءة المتوفرة ساقطة من السقف واضاءة ضعيفة من الزجاج المعتم للمكتب قررت استعمال مصدرين للضوء صغيرين عبارة عن إضاءة (LED) للقضاء على الظلال التي تخلقها الإضاءة الساقطة من السقف.

ولان من أهم مميزات هذه الكاميرا الحركات التي تخلق عمق مجال ضيق جدا او عمق مجال ضخم فقد قررت ان استعمل عمق مجال ضيق جدا واكبر فتحة عدسة ممكنة وكانت الصعوبة تكمن في أن يبقي الموضوع بدون حركة نظرا لبطء الغالق ١٥ جزء من الثانية.

التقطت الصورة وحمضت الفيلم  T-Max 100 وكانت هذه الصورة التي أنتجت لي ما كنت اريد تجسيده حرفيا. ولان الفيلم منتهي الصلاحية منذ (٢٠١٢) وتم تحميضه في مظهر مكدس منذ عدة أشهر كانت هناك تأثيرات واضحة على تباين الصورة. ولكنها صورة مثالية من وجهة نظري فبالاضافة لالتقاط تلك اللحظة وروح المكان فالاجمل انها اثبتت ان الكاميرا في حالة ممتازة وان التصوير بالكاميرات الفيلمية والأفلام لا يموت.

(الكاميرا كما تبدو في مدخل الاستوديو) والفيلم المستعمل.

معرض ما تسرب من ضوء

بحمد الله أقيم المعرض الفوتوغرافي الشخصي ” ما تسرب من ضوء” في  “مكانة” بالرياض أكتوبر الماضي ٢٠١٨م وتم عرض ثلاثون عملا فوتوغرافيا بالابيض والاسود ملتقطة بكاميرا هولقا البلاستيكية. وعلى هامش المعرض تم عمل محاضرة عن تجربة التصوير بالهولقا و افلام الابيض والاسود. جميع الصور ملتقطة بأفلام الفورد ديلتا بروفيشينال ١٠٠.

شكرا للرعاة مكانة، قمرة، الاستوديو، وبقية الاصدقاء الذين جعلوا المعرض ممكنا.

to watch a short video about my latest photo exhibition please click here

لمشاهدة الفيديو عن المعرض

لقراءة Artist’s statement اضغط هنا..

Continue reading

مع الزمن، لماذا نرى صورنا بمنظور مختلف؟

 

قبل فترة قررت ان استعمل كاميرتي من القطع المتوسط ماميا ار بي ٦٧ ( Mamiya RB67) ولانها متروكة منذ زمن بدون استعمال قررت تجربتها والتضحية بفيلم ابيض واسود لتجربة فتحة العدسة وسرعة الغالق ولم اجد امامي الا بعض الادوات من المطبخ ووضعها على الطاولة والتصوير بسرعات متفرقة وفتحات عدسة واسعة في أغلب الصور. واستعملت الاضاءة المتوفرة في الغرفة بدون اي اضاءات خارجية أو طبيعية، كان الهدف تجربة الكاميرا وليس الحصول على صور (masterpeice ).

حمضت الفيلم Ilford Delta 100 ثم قمت بمسحه عن طريق السكانر بشكل سريع وكانت النتائج مرضية وتدل على أن الكاميرا تعمل بشكل جيد. كانت هذه التجربة منذ أكثر من سنتين. حفظت النيقاتف وبقيت النسخ الرقمية في القرص الصلب الذي عدت له مؤخرا ووجدت هذه الصور الثلاث من تلك التجربة. للوهلة الأولى بدت لي الصور جميلة وجديرة بالنشر والعرض! نظرتي للصور اختلفت! لم تعد تبدو هذه الصور كتجربة للكاميرا والعدسة. او كصور باهتة لا معنى. رأيت فيها جمال لم انتبه له سابقا!

وهذه التدوينة ليست لنشر هذه الصور فقط ولكنها فرصة لطرح عدد من الاسئلة عن الحالة النفسية والنظرة الفنية والعلاقة الشخصية بين المصور وبين بعض صوره التي قد يتركها لمدة من الزمن ثم يعود لها ليجد أنه ينظر لها بمنظور مختلف، او يجد فيها قيمة أو جماليات لم تكون واضحة له في حين التقاطها!

هذه الحالة جديرة بالتأمل والبحث من قبل كل مصور. لماذا نرى صورنا بمنظور مختلف بعد مدة من الزمن؟ لماذا نشعر في أحيان أن جماليات الصورة تقل أو تزيد بعد فترة من الزمن؟ هل هي الخبرات والمعرفة المتراكمة؟ هل هي علاقة عاطفية باللحظة او بموضوع الصورة وتتأثر هذه العلاقة بالزمن؟

 

لقاء على بودكاست ضوء

لقاء في بودكاست ضوء مع الفنان بدر البلوي من استوديو مرسالا.

بودكاست ضوء متخصص بالتصوير الفوتوغرافي يقدم عدد من المقابلات مع مصورين من العالم العربي ويناقش قضايا التصوير الفوتوغرافي.

أتمنى لكم استماعا ممتعا.

https://soundcloud.com/dhaw-18781997/ldmgzhdes076

الرجل الوحيد على الشاطئ

على خليج المكسيك، يمتد شاطئ مدينة (كلير ووتر Clearwater) الامريكية برماله البيضاء لأربعة كيلومترات. كليرووتر او المياه الصافية كما يمكن ترجمة اسم المدينة الذي يقال بأنه يعود لوجود نبع مياه في المدينة سميته عليه، مدينة صغيرة شاطئها صاخب ومزدحم نهارا على مدار أيام السنة. وحين زرتها نهاية شهر ديسمبر ٢٠٠٨م لقضاء اجازة رأس السنة كان الجو في النهار مغريا بأن يذهب الناس إلى الشاطئ ليزدحم بالاصوات والضحكات والأمواج وطائرات الإعلانات التجارية التي تجوب السماء.

وفي نهاية اليوم الأول لوصولي هناك وهو يوم ما قبل رأس السنة ٣٠ ديسمبر، لاحظت رجلا يقف وحيدا، مستندا على جذع شجرة واشنطونيا من ضمن مجموعة أشجار تتوزع على امتداد الشاطئ.  كان منظرا رومانسيا ومحزنا. فالشاطيء الذي كان صاخبا يعج بالالاف قبل دقائق اصبح خاليا إلا من هذا الرجل. كانت الشمس قد غابت تماما وظهر القمر خجولا ولكنه كان جميلا كسر زرقة السماء وأصبح في مرمى نظر الرجل. التقطت خمس صور مستعملا الحامل الثلاثي للكاميرا ثم رحلت. في اليوم التالي كان الشاطئ مزدحما كما يفترض بشواطئ فلوريدا نهارا واستمر الازدحام لما بعد منتصف الليل حين احتفل الآلاف برأس السنة. لم اعد بعدها للشاطئ فقد رحلت في اليوم التالي ولكني عدت لألبوم الصور بعد ما يقارب العشر سنوات! وظهرت لي هذه الصورة. تذكرت تلك اللحظة وذلك الرجل الذي يقف وحيدا بعد الغروب على شاطئ كلييرووتر، خليج المكسيك!

 

جاك دايكنقا من التصوير الصحفي للطبيعة

عندما ابحث عن الإلهام والتغذية البصرية في تصوير الطبيعة الملون يخطر في ذهني -مع مجموعة آخرين من مصوري الافلام والكاميرات ذات القطع الكبير والمتوسط- المصور الأمريكي Jack Dykinga  . و اول ما وقعت على أعماله حين بدأ شغفي بتصوير الطبيعة وتحديدا بالأفلام الموجبة. ودايكنقا يصور بالكاميرات من القطع الكبير وتحديدا في الجنوب الغربي من أمريكا. والمدهش في رحلة دايكنقا مع الكاميرا هو انتقاله من التصوير الصحفي إلى تصوير الطبيعة. فبعد عدة سنوات من العمل  كمصور صحفي حقق خلالها أهم جائزة امريكية تعطى للمصورين الصحفيين (جائزة البوليتزر) قادته الحياة ليتحول من مطاردة الحوادث اليومية والقصص الانسانية لحياة البرية كمصور وكقائد لرحلات تجول على الاقدام .انتقل دايكنقا من شيكاغو الى مدينة توسكن في اريزونا. ذلك الانتقال من التصوير الصحفي جعله يحمل ذات الهدف من الصحافة لصور الطبيعة: ان تحدث تأثيرا “.. لطالما رغبت في عمل شيء مرتبط بالأرض”. ولم تكن صور دايكنجا بعد ذلك صورا لتوثيق جمال الطبيعة فقط، “عندما انغمست في تصوير الطبيعة تعلمت المشاكل التي تواجه الطبيعة وأدركت قوة الصورة، فهي تساعد في دفع مصاريف الحياة ولكن يمكنها ان تغير وجهات النظر”. وبالفعل، لعبت صوره دورا في الحفاظ على الطبيعة وانشاء محمية طبيعية على الحدود الامريكية المكسيكة.

Continue reading

حساسية ٣٢٠٠ ISO 3200

 

كيف تبدو الصور الملتقطة بفيلم ابيض واسود بحساسية ٣٢٠٠؟ في هذه التدوينة  أنشر ٥ صور نتاج التصوير بفيلم الفورد ilford delta 3200 من القطع الصغير ٣٥مم بتعريضات مختلفة في اوقات مختلفة في ولاية اوكلاهوما. الكاميرا المستعملة Nikon F80 والصور ممسوحة بسكانر احترافية ولكن بجودة متوسطة.

شخصيا، دائما ما اجد التحبب في الصورة الفيلمية خاصة الابيض والاسود ميزة لها جمالياتها اكثر من كونها مشكلة فهي تختلف عن التحبب الرقمي او ما قد يعرف بالانجليزية image noise (وهو تأثيرالبكسلات الذي يظهر على الصورة بسبب استعمال حساسية عالية)، والطريف Continue reading

قطط وكلاب شوارع اسطنبول

 

اذا كنت تزور اسطنبول للمرة الاولى فستلاحظ اعداد كبيرة من الكلاب والقطط في شوارع المدينة وتحديدا بالقرب من المحلات التجارية والمطاعم.

وجود تلك الاعداد من القطط والكلاب له اسباب، ومن ما لاحظته وقرأته ان اهل اسطنبول كرماء مع القطط والكلاب منذ مئات السنين، كما ان مصاريف التخلص من تلك الحيوانات مكلف على الحكومة والشعب التركي ضد قتلها. ومما وجدته بالبحث عن هذه الظاهرة ان البلدية تأخذ الكلاب وتعطيها التطعيمات اللازمة وتعالجها وتعيدها للشوارع التي التقطت منها بعد ان تضع شارة على الاذن للتعريف بالحيوان وانه مر باجراءات التطعيم. وهنا مقالة بالانجليزية كتبها مختصين مفيدة للمهتمين بهذه الظاهرة. الكلاب والقطط تتصرف وكأن الشارع ملكها، وستلاحظ كيف تتجول وتنام بكل اريحية في الشارع وامام المحلات! وبعض القطط تتخذ من مداخل المحلات مكانا لها ولا غرابة فبعض اصحاب المحلات يضعون الماء والاكل على مداخل محلاتهم.

بالنسبة لي كظاهرة غريبة وجدتها فرصة لموضوع تصوير! كنت في البداية التقط صور عابرة لما اجده في الشارع من قطط وكلاب. ثم اصبحت امضي وقت اطول في محاولة التقاط صور اكثر حميمية مستغلا شوارع اسطنبول وواجهات المحلات كخلفية لتلك الصور. الصورة ملتقطة iPhone6s & Canon GX7

مزيد من الصور  Continue reading

فاترينة الاعالي

 

 

منذ عدة سنوات لم اعد احمل معي اي كاميرا احترافية حين اسافر في اجازة.  ولهذا عدة اسباب ليس هنا مقام ذكرها ولكني في لحظات اتمنى ان معي كاميرا وعدسات احترافية، و اخر هذه اللحظات حين صعدت الدور السابع لمقهى ومطعم فندق ( Best Western Plus the President Hotel) في اسطنبول وقت الغروب ليس من اجل التصوير ولكن لمشاهدة الغروب على مضيق البسفور وجامع السلطان احمد ولكن حين لمحت هذه الفاترينة في الجهة الاخرى معلقة بين اسطح المباني لم اتمالك نفسي من التركيز عليها ومحاولة التقاط صورة  تظهر التباين بين ظلمة المكان وانارة فاترينة ازياء السهرة! بين دفء تلك الاضاء وما يشبه الصقيع على بقية المكان. مشهد المانيكان بتلك الاضاءة والالوان بين اسطح منطقة الفاتح في اسطنبول كان مشهدا مختلفا. لماذا توجد نافذة العرض تلك بذلك الارتفاع؟ هل هي لمتسوقي النوافذ من سكان الادوار العليا؟ هل هي تجسيد حرفي للازياء الراقية؟ لا ادري، ولكنه مشهد ولحظة تستحق صورة.

لم يكن معي الا كاميرا كانون المدمجة G7X التي احملها في احيان للتوثيق، وبدون حامل كاميرا  وزاوية ضيقة وتعريض صعب، ولا يمكنني استعمال حساسية عالية مع هذه الكاميرا الصغيرة. التقطت عدة صور وكان هناك تباين بين السماء والفاترينة لذا قررت الانتظار لعدة دقائق  لحين توازن اضاءة السماء و اضاءة الفاترينة، وكان انتظار مثمر، فحين حلت اللحظة المناسبة لاحظت منارات المسجد قد اضيئت مما جعلني اقرر ان ادرج المسجد في الصورة. ورغم انني لا احب توسيط الموضوع في الكادر وكنت مجبرا هنا الا انني اعتقد انه تكوين موفق. بعد لحظات من التقاطي لهذه الصورة بدأت بعض النوافذ تضيء والسماء تظلم وتختفي معالم بقية المكان ولكن الفساتين بقيت متوهجة بانتظار مساء صاخب.

التعريض: سرعة غالق ١٣ جزء من الثانية وفتحة عدسة ٢.٨ وحساسية ٢٠٠.