مقالات زاوية: شرق غرب

عوض القرني من الحداثة إلى الفيسبوك

296349348294

 

نحن من أكثر شعوب الأرض تعرضا للصدمات التقنية والحضارية، إذ إن أي فكرة أو منتج يأتي إلينا يمر بعدة مراحل من تحريم ورفض ثم سوق سوداء واستعمال واستغلال وتمجيد. ردة فعلنا تجاه أي فكرة أو منتج ردة فعل مليئة بالحيرة والخوف والرغبة. وهذه ليست جمل وصفية اعتباطية أو تهجمية بقدر ما هي محاولات لتلخيص تاريخنا في الـ “كم” سنة الماضية. الأطباق الفضائية “الدشوش” كمثال، كانت تتعرض قلوبها/لواقطها في منتصف التسعينات لقصف بـ “الساكتونات” من أجل تدميرها، والآن كم دشا في المملكة؟ الله وحده يعلم كم تدفع بعض الأسر من أجل الاشتراكات والحصول على صحن فضائي وصحن كبسة. مثال آخر، كيف رفضنا وحرمنا جوال أبو كاميرا قبل عدة سنوات. ثم تعالوا الآن لتأمل أرقام مشتركي الهاتف وأعداد الأجهزة المزودة بكاميرات!

الأمثلة كثيرة والتاريخ شاهد. أما لماذا نحن (أكثر)؟ فلأننا بنينا حولنا هالة من الشعور بالاختلاف والخصوصية عن شعوب الأرض، ولأن لدينا المال لنشتري والرغبة بالاستهلاك أصبحنا سوقا مستهدفة.

وآخرالأمثلة التي تضاف إلى سيرتنا مع المنتج والفكرة هو ما قاله الدكتور الشيخ عوض القرني في حديثه لقناة العربية. واستشهادي بحديث الشيخ وتجربته لأنها تلخص آلية تفكير الحشود/تفكيرنا. ولأن الدكتور شخصية عامة فعليها تقبل النقد والحضور في هكذا مقال، فصاحب كتاب “الحداثة في ميزان الإسلام” يقول خلال اتصال مع قناة العربية، “إنه يبحث إمكانية مقاضاة موقع “الفيسبوك” قانونيا، معتبرا حجب صفحته على الموقع إضرارا به وإساءة لسمعته”. والدكتور عوض الذي شوه فكر الحداثة وأخاف الناس منه يدري أو ربما لا يدري أن الفيسبوك ما هو إلا منتج لتراكم تجربة الإنسان منذ عصور ما قبل الحداثة مرورا بالحداثة وما بعدها. الفيسبوك هو منتج غربي بفكر غربي لمجتمع غربي ولكننا كمسلمين وسعوديين تحديدا رفضناه وحرمناه ثم استعملناه واستغله البعض أسوأ استغلال ثم مجدناه. والآن سندك المحاكم الغربية طلبا له. إنها حالتنا “الخصوصية” وتلخيص نتاج الصدمات الحضارية والتقنية لأن لدينا المتشككين والخائفين. ومع ذلك تبقى حالة تقبلنا -حتى لو في مراحل متأخرة- لأي منتج أو فكرة عصرية إنسانية أمرا محمودا، ولكن إلى متى مرحلة التحريم والتشكك هي ردة فعلنا الأولى؟

مصدر الكارتون: الرسام ربيع. جريدة الرياض.

مصدر المقالة: جريدة الوطن. العربية نت.

التسمم التلفزيوني

التسمم التلفزيوني

 

family guy TV showدكتورة الأدب الإنجليزي الأمريكية التي تطلب منا مشاهدة برامج تلفزيونية والكتابة عنها، وتعرض علينا بين فترة وأخرى مسلسلات وأفلاما ضمن مادة الكتابة الإنجليزية، أخبرتنا بأنها قاطعت مطعما في المدينة التي تسكنها لأن إدارته وضعت مؤخرا تلفزيونات يمكن للأطفال في المطعم أن يشاهدوها حتى ولو لنظرات خاطفة. مقاطعتها هي وزوجها وطفلتاها المراهقتان ردة فعل لأنها ترفض أن يشاهد أطفالها تلفزيونا بدون أن تكون على دراية بما يبث. وعلى النقيض المضحك فإن أغلب أفراد العائلة السعودية مؤمنون بأن التلفزيون بكل قنواته حق للجميع. وبعض المنازل مزودة بأكثر من جهاز، لأنه يأتي لدى البعض في اعتبارات مجتمعية كحق يضمنه القانون الطبيعي كالتنفس والأكل والنوم. Continue reading

صور المجرمين

تنشر كثير من وسائل الإعلام الغربية كل لحظة صور المجرمين المطلوبين للعدالة والمجرمين الذين تم إلقاء القبض عليهم. وهم إما مجرمون هاربون من العدالة وتطلب الشرطة من الناس مساعدتها في الإبلاغ عنهم، أو أنهم مجرمون مدانون وتنشر صورهم من باب “حق الناس في أن يعرفوا.” محليا لا نجد إلا نوعين من أشكال الإبلاغ عن المجرمين. النوع الأول صورة واسم الإرهابي، والثاني اسم من تم تنفيذ حكم قصاص به.

كمواطن أفترض أن من حقي أن أعرف صورة المجرم الهارب الذي يستحق أن أبلغ عنه! أن أقوم بدوري كرجل أمن أيضا. من حقي أن أعرف أن جاري أو ابنه أو الرجل الذي يصلي بجانبي في المسجد أو من يتسوق من نفس “البقالة” مجرم يستحق أن يكون في السجن. أدرك أن نشر صور المجرمين سيقضي على الكثير من Continue reading