4×5 بورترية

خلال التجهيز لمعرضي الفوتوغرافي (ما تسرب من ضوء) زرت الاستوديو عدة مرات كنت التقي خلالها بالفنان محمد الانصاري وكنت المح كاميرا ( Cambo 4 x 5″ View Cameras) من القطع الكبير في مدخل الاستوديو وتأخذنا الأحاديث مع محمد في اتجاهات مختلفة وانسى ان اسال عن الكاميرا! ومن حسن الحظ انه في احدى الزيارات كان محمد مشغولا مع أحد زبائنه فاستغليت الفرصة لفحص الكاميرا واختبرت عدستها وحركاتها وبدا لي أنها تعمل بشكل جيد! اقترحت على محمد ان أجربها عمليا بأن أحضر فيلم والتقط صورة واقوم بتحميضها.

مكتب محمد مزدحم بأشكال وأحجام مختلفة من الصور والتصاميم المطبوعة والمعلقة حول مكتبه وعلى مكتبه وأمامه شاشتي ماك كبيرة في تباين مع تلك المطبوعات والزحمة. فقررت أن ألتقط صورة عن ذلك المكتب وصاحبه كما هو، بدون اي ترتيبات أو تعديلات. أن يكون في وسط زحمة الأوراق والمطبوعات وعالمه وشغفه. ولان الاضاءة المتوفرة ساقطة من السقف واضاءة ضعيفة من الزجاج المعتم للمكتب قررت استعمال مصدرين للضوء صغيرين عبارة عن إضاءة (LED) للقضاء على الظلال التي تخلقها الإضاءة الساقطة من السقف.

ولان من أهم مميزات هذه الكاميرا الحركات التي تخلق عمق مجال ضيق جدا او عمق مجال ضخم فقد قررت ان استعمل عمق مجال ضيق جدا واكبر فتحة عدسة ممكنة وكانت الصعوبة تكمن في أن يبقي الموضوع بدون حركة نظرا لبطء الغالق ١٥ جزء من الثانية.

التقطت الصورة وحمضت الفيلم  T-Max 100 وكانت هذه الصورة التي أنتجت لي ما كنت اريد تجسيده حرفيا. ولان الفيلم منتهي الصلاحية منذ (٢٠١٢) وتم تحميضه في مظهر مكدس منذ عدة أشهر كانت هناك تأثيرات واضحة على تباين الصورة. ولكنها صورة مثالية من وجهة نظري فبالاضافة لالتقاط تلك اللحظة وروح المكان فالاجمل انها اثبتت ان الكاميرا في حالة ممتازة وان التصوير بالكاميرات الفيلمية والأفلام لا يموت.

(الكاميرا كما تبدو في مدخل الاستوديو) والفيلم المستعمل.

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published.Please enter all required information below!