غير مصنف

مع الزمن، لماذا نرى صورنا بمنظور مختلف؟

 

قبل فترة قررت ان استعمل كاميرتي من القطع المتوسط ماميا ار بي ٦٧ ( Mamiya RB67) ولانها متروكة منذ زمن بدون استعمال قررت تجربتها والتضحية بفيلم ابيض واسود لتجربة فتحة العدسة وسرعة الغالق ولم اجد امامي الا بعض الادوات من المطبخ ووضعها على الطاولة والتصوير بسرعات متفرقة وفتحات عدسة واسعة في أغلب الصور. واستعملت الاضاءة المتوفرة في الغرفة بدون اي اضاءات خارجية أو طبيعية، كان الهدف تجربة الكاميرا وليس الحصول على صور (masterpeice ).

حمضت الفيلم Ilford Delta 100 ثم قمت بمسحه عن طريق السكانر بشكل سريع وكانت النتائج مرضية وتدل على أن الكاميرا تعمل بشكل جيد. كانت هذه التجربة منذ أكثر من سنتين. حفظت النيقاتف وبقيت النسخ الرقمية في القرص الصلب الذي عدت له مؤخرا ووجدت هذه الصور الثلاث من تلك التجربة. للوهلة الأولى بدت لي الصور جميلة وجديرة بالنشر والعرض! نظرتي للصور اختلفت! لم تعد تبدو هذه الصور كتجربة للكاميرا والعدسة. او كصور باهتة لا معنى. رأيت فيها جمال لم انتبه له سابقا!

وهذه التدوينة ليست لنشر هذه الصور فقط ولكنها فرصة لطرح عدد من الاسئلة عن الحالة النفسية والنظرة الفنية والعلاقة الشخصية بين المصور وبين بعض صوره التي قد يتركها لمدة من الزمن ثم يعود لها ليجد أنه ينظر لها بمنظور مختلف، او يجد فيها قيمة أو جماليات لم تكون واضحة له في حين التقاطها!

هذه الحالة جديرة بالتأمل والبحث من قبل كل مصور. لماذا نرى صورنا بمنظور مختلف بعد مدة من الزمن؟ لماذا نشعر في أحيان أن جماليات الصورة تقل أو تزيد بعد فترة من الزمن؟ هل هي الخبرات والمعرفة المتراكمة؟ هل هي علاقة عاطفية باللحظة او بموضوع الصورة وتتأثر هذه العلاقة بالزمن؟

 

الرجل الوحيد على الشاطئ

على خليج المكسيك، يمتد شاطئ مدينة (كلير ووتر Clearwater) الامريكية برماله البيضاء لأربعة كيلومترات. كليرووتر او المياه الصافية كما يمكن ترجمة اسم المدينة الذي يقال بأنه يعود لوجود نبع مياه في المدينة سميته عليه، مدينة صغيرة شاطئها صاخب ومزدحم نهارا على مدار أيام السنة. وحين زرتها نهاية شهر ديسمبر ٢٠٠٨م لقضاء اجازة رأس السنة كان الجو في النهار مغريا بأن يذهب الناس إلى الشاطئ ليزدحم بالاصوات والضحكات والأمواج وطائرات الإعلانات التجارية التي تجوب السماء.

وفي نهاية اليوم الأول لوصولي هناك وهو يوم ما قبل رأس السنة ٣٠ ديسمبر، لاحظت رجلا يقف وحيدا، مستندا على جذع شجرة واشنطونيا من ضمن مجموعة أشجار تتوزع على امتداد الشاطئ.  كان منظرا رومانسيا ومحزنا. فالشاطيء الذي كان صاخبا يعج بالالاف قبل دقائق اصبح خاليا إلا من هذا الرجل. كانت الشمس قد غابت تماما وظهر القمر خجولا ولكنه كان جميلا كسر زرقة السماء وأصبح في مرمى نظر الرجل. التقطت خمس صور مستعملا الحامل الثلاثي للكاميرا ثم رحلت. في اليوم التالي كان الشاطئ مزدحما كما يفترض بشواطئ فلوريدا نهارا واستمر الازدحام لما بعد منتصف الليل حين احتفل الآلاف برأس السنة. لم اعد بعدها للشاطئ فقد رحلت في اليوم التالي ولكني عدت لألبوم الصور بعد ما يقارب العشر سنوات! وظهرت لي هذه الصورة. تذكرت تلك اللحظة وذلك الرجل الذي يقف وحيدا بعد الغروب على شاطئ كلييرووتر، خليج المكسيك!

 

العودة للمدونة بعد ٥ سنوات

 

اذا كانت هذه المرة الاولى التي تزور هذه المدونة ( او المرة الاولى منذ زمن)  فستلاحظ ان بين هذه التدوينة واخر تدوينة  ٥ سنوات!

 اعود للتدوين بعد ٥ سنوات بدافع شخصي وفني لتكون ارشيفا لكتابات ومقالات نشرت سابقا في  الصحف او تدوينات وقراءات متعلقة بالصورة وتجاربي الفنية الشخصية. لا اكتب لجمهور بعينه ولا أدون لانظم لقبيلة من المدونيين. اكتب بشكل تلقائي وبدافع شخصي وفني عن كل شيء متعلق بالتصوير الفوتوغرافي والسينما وباقي الفنون واشكال الصورة. واتمنى دائما ان يجد المار ما يشجع على التصفح والعودة واتمنى ان تفتح هذه الكتابات حوارا او تلهم قارئا او تثير نقاشا ايجابيا او ان تكون مصدرا لمعلومة او حتى مجرد قراءة ممتعة في الفنون.

حياة على الهامش

 

المعرض الفوتوغرافي حياة على الهامش، في حالة عرض الان. والصورة أعلاه من احدى محطات المعرض. لمزيد من التفاصيل حول المعرض تتبع صفحة المعرض على الفيسبوك. ولأنه لا زال مبكرا الحديث بشكل نهائي او سرد او عرض تفاصيل وصور او شكر كل من ساهم وساعد الا انه لزاما أن اشكر الان الفنان الخطاط حسن الرضوان لمساهمته بـ خط عنوان المعرض، وللصديق الكاتب أشرف احسان فقيه مساهتمه ومساعدته في الوصول الى التصور النهائي لعنوان المعرض.. فلهما ولكل الاصدقاء الشكر.

تحديث:

الان صور المعرض على الموقع:

حياة على الهامش

poster a life on the margin 2بوستر المعرض