الصورة الرسمية للرئيس الفرنسي

نشر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الخميس ٢٩ يوليو عبره حسابه الرسمي في تويتر صورته الشخصية الرسمية والتي يفترض انها ستكون الصورة الرسمية التي تنشر مع اخباره وتعلق في المكاتب والمباني الحكومية الفرنسية وسفارات بلاده في الخارج. الصورة التقطتها مصورة الرئيس الفرنسي (Soazig De La Moissonnière ).

الصورة بطبيعتها صورة بورترية مجهز لها كل شيء من اضاءة ومكان وتكوين وكل ما سيظهر في الصورة من اشياء ذات دلالات مباشرة ورمزية مثل وجود الكتب، الساعة، النافذة المفتوحة وعلمين خلف المكتب (علم فرنسا وعلم الاتحاد الاوربي)، وقد تطرق مقال في صحيفة النييورك تايمز عن دلالات كل هذه الاشياء (الزحمة) في الصورة وهي من أهم عيوبها وفي نفس الوقت هذا ما جعلها مختلفة. وعلى سبيل المثال لا الحصر فان النافذة المفتوحة تدل على انفتاح ساسية فرنسا وماكرون وعلى الهواء المنعش في قصر الحكم، العلم الاوروبي بنفس حجم واهمية علم فرنسا له دلالة لموقف ماكرون من الاتحاد، اجهزة الايفون للدلالة على المعاصرة والتقنية، الساعة التي تشير للثامنة والثلث للدلالة على الوقت المبكر للعمل وما الى ذلك. وفي فيديو لما خلف الكواليس نشرته احدى مستشارات الرئيس الاعلامية  يظهر الرئيس الفرنسي قبل التصوير وهو يضع جهازي ايفون على المكتب ثم يفتح كتاب مذكرات شارل ديغول بعناية ويختار صفحة بعينها ويضعه مفتوحا على سطح مكتبه كما يظهر في الصورة.

من وجهة نظري الشخصية انها صورة جميلة ومعاصرة ومختلفة (مختلفة عن الصور الرسمية لروؤساء دول العالم) ولكنها مزدحمة بالدلالات وبالتأكيد واضح تأثير الفوتوشوب كما ذكرت في تغريدة لي على تويتر، ومن ناحية فنية وكما شاهدت في فيديو ماخلف الكواليس فأن المصورة استعملت اضاءة مستمرة ( اضاءة تستعمل لتصوير الفيديو ويلجأ لها بعض مصوري البورترية) ولكنها -من تجربتي الشخصية – سيئة لتصوير الاشخاص اذ تؤثر بشكل كبير على عين الشخص وتجعل بؤبؤ العين يصغر وبالتالي تظهر العين بشكل غير طبيعي. ايضا قد تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي ينظر بها الشخص نتيجة توهج الاضاءة مما يجعل الشخص ينظر بطريقة غير طبيعية ( وفي هذه الصورة لا يتضح هذا التأثير بشكل كبير). ايضا قد تؤثر الاضاءة المستمرة على البشرة لما تصدره من حرارة، خاصة في حال وقوف الشخص لفترة طويلة امام الاضاءة. المشكلة الاخرى هي وقفة الرئيس ( pose) التي فيها تكلف واضح. ايضا في ما يبدو لي عدم تناسق درجة الاضاءة المستعملة على الرئيس مع الاضاءة الخارجية او بالاصح ( white balance) ولو كان بالامكان اضافة فلتر بالفوتوشوب cooling filter بنسبة ( 5%) لكان افضل وهذا ذوق شخصي. (اضغط هنا لترى ما أعنيه بالتعديل على لون الاضاءة). ايضا المصورة استعملت حساسية عالية نوعا ما (iso 800) و فتحة عدسة f10 بينما كان بالامكان من وجهة نظري الشخصية تقليل الحساسية واستعمال فتحة عدسة اوسع f8 او f5.6 . النسخة الكبيرة للصورة المتوفرة للطباعة على موقع قصر الاليزية . واذا كنت مصور ويهمك ان تعرف الكاميرا المستعملة فهي cannon 5D Mark IV والعدسة المستعملة Canon EF 24-70mm f/2.8L II USM

كما ذكرت، فقد تعرضت الصورة لتعديل (ثقيل) بالفوتوشوب كما ثبت ونشر في بعض الوسائل الاعلامية التي ذكرت انه وعلى مدى ثلاثة ايام تم التعديل والحفظ اكثر من ٩٠ مرة. وهذا شيء يبدو واضحا للمصورين المحترفين ولعل ابسط واسهل مثال ل فوتوشوب في الصورة جهة اليد اليسرى لتخفيف توهج الاضاءة على المكتب. ايضا انعكاس الديك النحاسي على شاشة الجوال امر مزعج وكان بالامكان تلافيه.

وقفة ماكرون في الصورة اثارت ردود فعل غير مسبوقة من التعليقات عن طريق  تعديل وتركيب صورته على صور بوسترات افلام ومشاهد كرتونية وسلسلة غير منتهية من السخرية من الصورة نشرتها عدة صحف فرنسية وعالمية time huffingtonpost RT

وهنا لا احاول تشويه الصورة او البحث عن اخطاء او التعمق بشكل مبالغ في تفاصيلها فهي صورة كما قلت جميلة ومعاصرة ومختلفة، ولكن (زحمتها) واسلوبها فريد وقد يغير من طريقة تصوير روؤساء دول العالم، حتى رغم ما ذكر من أنها تشابه صورة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما من حيث الوقفة امام المكتب والاعلام والنافذة.  ويكفي ما ذكرته التايمز انها صورة متباينة مع صورة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند التي التقطت له في حديقة قصر الاليزية “ ينظر كما لو كان غير واثقا ماذا يفعل بيديه “. 🙂

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published.Please enter all required information below!