تصوير فوتوغرافي

روبرت كابا..التقاط لحظة الموت

robert capa

مصلح جميل* 2011-08-04 1:54 AM

“إذا لم تكن صورك جيدة بما يكفي، فإنك لم تكن قريبا بما فيه الكفاية”. هذه العبارة هي إحدى أهم العبارات التي قالها المصور الصحفي المجري (الأميركي لاحقا) روبرت كابا الذي عاش حياته الصحفية ملتزما بهذه العبارة في تغطيته للحروب والصراعات. ورغم حياته القصيرة، التقطت كابا عددا من الصور الأيقونية التي لا تزال محل اهتمام ودراسة حتى اليوم. ولعل أهمها ما عرف بصورة (الجندي الموالي لحظة الموت) والتي التقطها لجندي مجهول من المحاربين ضد حكومة الحاكم الإسباني فرانسيسكو فرانكو عام ١٩٣٦. ويظهر الجندي متراجعا وفي حالة سقوط في ذات اللحظة التي أصابته طلقة نارية في منطقة قرطبة الإسبانية. وتعتبر هذه اللقطة إحدى أهم صور الحرب في القرن العشرين، كما أنها أصبحت أيقونة الحرب الأهلية الإسبانية ومن أهم الوسائل التي جعلت الكثيرين يتعاطفون مع الثوار ضد حكم فرانكو في تلك المرحلة.
حين نشرت الصورة في حينها في عدة مجلات أوروبية وأميركية طُرح الكثير من الأسئلة عن مدى مصداقية الصورة، وهل مُسرحت أم إنها حقيقية. ثم طرحت أسئلة عن هوية الجندي المقتول ومكان التقاط الصورة، ومؤخرا نشرت النيويورك تايمز تقريرا لباحث إسباني يقول إن الصورة التقطت في مكان آخر ليس كما ذكر كابا في شرح الصورة. وكل هذه الأسئلة والنقاشات حول الصور زادتها أهمية وشهرة. وفي الجانب المقابل، طرحت عدة نظريات ودراسات تثبت أن اللقطة أصيلة وتستحق كل ما حصدته من اهتمام. مع ذلك تظل هذه الصورة مؤثرة ومباشرة لمن يشاهدها دون أن يدرك كل الجدل الدائر حول مصداقيتها من عدمه، ففيها يتضح للمتفرج لحظة من حياة إنسان يبدو فيها بين الحياة والموت.
وبالإضافة إلى صورة الجندي الإسباني، التقط كابا الكثير من صور الحروب، أهمها صورة لجنود الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على شاطئ أوماها أو ما يعرف بـ (إنزال الجيوش في النورماندي). ولأن كابا كان المصور الوحيد مع الموج الأول من الجيوش فقد أصبحت صوره القليلة التي سجلت تلك اللحظة من أهم التوثيقات البصرية لتلك اللحظة وأصبحت مرجعا لكثير من الدراسات والأفلام السينمائية التي تتناول تلك المعركة.
صور كابا بمجملها تقرأ بشكل عام على أنها تمثل موقفه ووسيلته، “لشجب الحروب ومناصرته للحرية”. وأسلوبه في التصوير الذي أسس لنظرية الاقتراب من الموضوع. وهذا المبدأ الذي أمن به كابا، الاقتراب من الموضوع، ربما كان السبب الذي أدى إلى مصرعه حين كان يقوم بتغطية الصراع الدائر في فيتنام ليتوغل أكثر في ساحة المعركة من أجل الحصول على صورة جيدة، حينها وطئ لغما أرضيا لتنتهي حياة واحد من أهم مصوري الحرب في القرن العشرين.
* كاتب ومصور سعودي

الصورة: من تصوير روبرت كابا photo by Robert Capa

‎العرّاب وأرملة مكة

images-1

كنت قد كتبت مقالة حول التشابه بين الصورتين وقراءة فنية ثقافية للاعلان، الا انني فضلت ان اطرح الكثير من الاسئلة بدون تعليقات او تحليلات.
الصور هنا، الاولى لبوستر فيلم العراب الجزء الاول والصورة الثانية نشرت في اعلان لجمعية البر بمكة المكرمة تدعو لـ كفالة الارامل في مكة.
الاسئلة عن التشابه بين طقوس الصورتين. هل قلد مصور المراة صورة مارلون براندو؟ اسئلة عن اسلوب الجمعية في استعمال صورة نسائية وما سيحدثه هكذ اعلان في معايير الاعلانات التي تنفذها المؤسسات والجمعيات ذات النشاط الديني في المملكة! اسئلة عن مدة اقناع هذه الصورة لـ المجتمع ومدى قبولها ومدى تحقيقها لاهداف الجمعية. اسئلة عن المراة صاحبة الصورة هل هي ارملة حقيقة؟ ماذا عن الكرامة؟ هل هي عارضة (model)؟ هل بدأت الجمعيات الخيرية في توظيف عارضات لتنفيذ اعلانتها؟ ما مدى جدارة اسلوب المصور السينمائي لفيلم العراب، قوردون ويليس، الذي خلق صورة ايقونية للرعب والغموض في صورة براندو بأن تخلق صورة المراة هنا والتي نفذت بنفس الاسلوب، امرا معاكسا، حالة من التعاطف والاقناع؟ الدراما في الصورتين، من الاضاءة واللون وحركة الرأس والنظرة المباشرة للكاميرا والاخرى البعيدة عن الكاميرا..كيف وظفت في الصورتين!

معرفة المتلقي  بـ صورة العراب هل أثرت على الية تقبله وادراكه  لهذه الصورة/الاعلان؟ كيف ينظر الافراد المتدينون في مجتمعنا، والذين يرفضون فكرة “كشف المراة لوجهها”، هكذا صورة؟ هل هكذا اعلان صالح في منطقة من مناطق المملكة وغير صالح وغير ممكن في منطقة اخرى من منظور ديني واجتماعي؟

هل الصورة التي تظهر في الاعلان غير جديرة بمقارنتها بصورة العراب؟

أعلان الجمعية بنسخة اكبر لمن يرغب بمعرفة الية التبرع او الكفالة.

“البركة – ضوء القمر” لإدوارد ستايتكن

edward steichen

مصلح جميل** كاتب وفوتوجرافي سعودي 2011-07-28 4:46 AM


أكثر من مائة عام مرت منذ طبع الفنان الأميركي إدوارد ستايتكن صورته الفوتوجرافية “البركة – ضوء القمر” (1904) ولا تزال هذه الصورة تحتفظ بمكانتها الرفيعة والتاريخية في مسيرة الفن الفوتوجرافي. والمكانة والأهمية التي نالتها هذه الصورة تشكلت لعدة أسباب فكرية وفنية وتاريخية.
ستايتكن على المستوى الفني هو أحد عرابي الحداثة الفوتوجرافية في مطلع القرن العشرين والتي سميت بالتصويرية (البكتوريليزم). والتصويريون هم أحد نتاج الحداثة التي أثرت على كل أشكال الفنون في تلك المرحلة. ولا غرابة أن يكون ستايتكن ممارساً ومنظراً لهذه الحركة؛ حيث يعتبر من الأميركيين الذين عاشوا في باريس وعاصروا أهم رواد الحداثة من الرسامين أمثال سيزان وبيكاسو، والأهم من ذلك لقاؤه وشراكته مع صديقه الفوتوجرافي ألفريد ستيقلتز.
صورة ستايتكن التي التقطها في نيويورك تعتبر صورة أيقونية لتلك المرحلة الغنية من تاريخ التصوير الفوتوجرافي، وهي أحد أهم بقايا مرحلة الحداثة في التصوير الضوئي، حين بدأ مجموعة من المصورين في أميركا وأوروبا بمحاولة تخليص التصوير الضوئي من واقعيته التي لا ترتقي به ليكون فناً كما كانوا يعتقدون. وبعد بضعة عقود من ولادتها اندثرت حركة التصويريين، ولكن صورة ستايتكن احتفظت بمكانتها كإحدى أهم الصور في تلك الحركة الفنية. بالإضافة إلى أنها من أوائل الصور الملونة التي أنتجت في تاريخ التصوير الضوئي، وطبعها ستايتكن بطريقة الطباعة بالصمغ، وهي طريقة معقدة وقد تستغرق أياماً بنتائج غير مضمونة.
وفي هذه الصورة التي تبدو بألوان باهتة وبملمس خشن أقرب إلى اللوحة التشكيلية منه إلى الصورة الفوتوجرافية، قد تبدو صورة أقل من عادية خاصة مع تعود العين المعاصرة على نتاج الكاميرات الرقمية الحادة والمشبعة بالألوان، ولكن هذه التأثيرات كانت المطلوبة كما اعتقد ستايتكن ورفقاؤه لترتقي الصورة إلى مستوى الرسم. ومما يميز هذه الصورة هو شاعريتها حيث تبدو بركة محاطة بالكثير من الأشجار، ويظهر القمر فوق خط الأفق بين فرجة جذوع الأشجار منعكساً ضوؤه على البركة. ورغم أن ستايتكن عاش ما يقارب السبعين عاماً بعد طباعته لهذه الصورة إلا أنه لا يوجد منها إلا ثلاث نسخ، بيعت إحداها قبل بضعة أعوام بثلاثة ملايين دولار أميركي، وهو رقم قياسي في تاريخ فن التصوير الضوئي.
هذه الصورة رغم أهميتها بالنسبة لمصورها ستايتكن إلا أنها ليست إلا مجرد إحدى أهم إنجازاته الفوتوجرافية، حيث قدم الكثير من الأعمال ورعى كثيراً من المعارض، وساهم في تشجيع وتقديم عدة مصورين في النصف الأول من القرن الماضي، وتظل صورة “البركة – ضوء القمر” شاهداً ونتاجاً لمرحلة فكرية وفنية مهمة.

جريدة الوطن

الصورة لـ edward steichen

حقوق الصورة يا معالي الوزير..مرة أخرى

صورة لـ ريان العسيري استعملت من قبل صحيفة سبق

حقوق الصورة يا معالي الوزير مرة أخرى

عن طريق موقع تويتر عرفت بقضية (ريان العسيري) ضد صحيفة سبق. حيث نشرت الصحيفة الالكترونيةالمرخصة من قبل وزارة الثقافة والإعلامصورة التقطها ريان لسيارات أمانة جدة تنقل عمال نظافة بطريقة مخالفة وغير إنسانية. عرفت لان ريان صديق مشترك مع صديق في توتير وشاهدت تغريدة له تروج لقضيته ضد سبق. صحيفة سبق لم تستعمل الصورة فقط عن طريق نشرها في خبر صحفي، بل ادعت أن الصورة التقطت او كما قالت الصحيفة “رصدت”  بـ عدسة سبق!

هذه الحادثة مهمة لعدة أسباب، منها أنها امتداد لقضايا مشابهة تحدث في الصحافة المحلية بشكل كبير ولأنهاأي قضية استعمال الصحف الالكترونية لصور بدون دفع مقابل مادي وأدبيقضية معاصرة ويومية. ولان قضايا حقوق الصورة في المملكة أمرمطنشبشكل كبير على المستوى القانوني والمهني. وهذا يعيدني إلى سلسلة المقالات التي كتبتها حول هذا الموضوع وتحديدا المقال الموجهة لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، ونشر في صحيفة الوطن بـ تاريخ ٢٠ يوليو ٢٠١٠.

انتهاكات الصحف الالكترونية والمدونات السعودية لحقوق الصورة عن طريق استعمال الصور بدون ذكر مصدر الصورة أو مصورها أو دفع مقابل مادي سببه الأول أن الصحيفة الالكترونية لا تحتاج إلى الصورةأي صورةبحجم كبير حتى تكون صالحة للطباعة. فأي صورة موجودة حتى بمقاس يصل إلى عشرات البكسلات تصلح للنشر الكترونيا. أيضا الانترنت سهل عملية البحث والحصول على الصور. أيضا الكثير من الهواة والمحترفين ينشرون صورهم على الانترنت من اجل المشاركة مع الأصدقاء او من خلال مواقعهم الشخصية. ومن المهم إعادة التذكير أن التصوير الصحفي واستعمال الصورة الصحفية يفترض به أن يكون مرهونا بمعايير أخلاقية ومهنية عالية. فإذا كانت الصحيفة التي يفترض بها أن تنقل الحقيقة تسرق صورا وتنشرها بدون معايير أخلاقية ومهنية فكيف يمكن تصديقها كمصدر للحقيقة!

وفي مقالي الموجه إلى معالي الوزير قلت بالحرف الواحد:

خامسا: مع انتشار ظاهرة الصحافة السعودية الإلكترونية انتشر معها الاستعمال غير القانوني للصور الصحفية بشكل أكبر وأخطر مما هو موجود في بعض أشكال الصحافة المطبوعة. ويمكن للوزير أن يطرح سؤالا واحدا أمام كل من يرغب من مؤسسي الصحف الإلكترونية بالحصول على ترخيص رسمي عن مصدر الصور التي تنشر في صحفهم الإلكترونية؟ أو بزيارة سريعة إلى أغلب الصحف الإلكترونية نجد آلاف الصور تنشر بدون أسماء مصوريها بالإضافة إلى استعمال صور مصوري صحف أو هواة ومحترفين بدون مقابل مادي أو أدبي.

ومن ضمن الحلول التي طرحتها:

عدم السماح بترخيص أي صحيفة إلكترونية بدون أن يتم التأكد من مدى نظامية آلية جمعها للصور، وارتباطها بوكالات صور مرخصة، وإثبات وجود مصورين صحفيين تابعين لها.

وبالإضافة إلى عدم وجود قانون واضح وصريح، فان أسبابا أخرى تساهم في وجود هذه الممارسات الـ لا قانونية ولا أخلاقية. ولن أعيد ما قلته في سلسلة المقالات التي نشرت في هذا الشأن سواء في الصحافة أو في هذه المدونة أو المحاضرات التي ألقيتها، إنما تلخيصا وتذكيرا فأن لدينا مشكلة مهنية في التصوير الصحفي من تدريس وتدريب وممارسة. وفي محاضرتي الأخيرة التي أقامها نادي فوتوغرافيين الشرق الأوسط بالنادي الأدبي بالرياض الشهر الماضي (يونيو ٢٠١١م)  تطرقت إلى بعض الإشكاليات وأوضحتها بالأمثلة، ولعل أكثرها طرافة وبؤسا، أن لي صورا تستعمل بدون موافقتي وبدون مقابل مادي أو أدبي وعرضت على الحضور عشرات المواقع التي تنشر احد صوري ومنها (سبق، العربية، إيلاف، لجينيات، ومواقع إخبارية محلية وعربية ومدونات، بالإضافة إلى عدة مواقع لشركات تجارية، وحتى موقع جامعة الإمام محمد بن سعود الالكتروني!!)

ريان لم يكن أول من يشتكي و لن يكون الاخير، وسبق كذلك ليست الوحيدة ولن تكون الاخيرة من منتهكي حقوق الصورة، ولكن.. شكرا ريان أن تقدمت بشكوى رسمية وتواصلت مع الصحيفة، شكرا لسبق لأنها اعتذرت سواء بقوة القانون أو من دافع أخلاقي ومهني ولو انه كان يجب أن يعلن عن ما تم اتخاذه من إجراء تجاه من سرق الصورة ومن نشرها. شكرا للوزارة أن بدأت تحقيقا في الشكوى ولكن المشكلة قائمة ومتفاقمة، ولن تنتهي إلا بادراك خطورة الوضع والبدء عمليا في تصحيح وتطوير وتحديث القوانين وتدريب وتأهيل وتعليم المصورين ورؤساء التحرير أخلاقيات العمل الصحفي الفوتوغرافي وقوانينه.

مواضيع ذات صلة:

حقوق الصورة. سلسلة مقالات نشرت في صحيفة الوطن.

الحدود الرمادية للملكية الفكرية. مجلة القافلة.

تغطية صحفية لمحاضرة الصورة الصحفية. الحياة.

الصورة المرافقة للموضوع من موقع صحيفة سبق وتظهر الصورة المعنية مرفقة مع خبر سبق.


رواية أبن طـرَّاق لـ بدر ومحمد السماري

novel

عن دار أثر بالتعاون مع الدار العربية للعلوم ناشرون، صدرت رواية “ابن طرَّاق” للروائيين بدر السماري و محمد السماري. الرواية أتت في غلاف أنيق يحمل صورة للمصور السعودي مصلح جميل ومن تصميم الفنان سامح خلف وتتكون من 55 مقطع توزعت على سبعة فصول في 432 صفحة.

صورة الغلاف هي احد صور مجموعة من الطين الى الطين. يمكن مشاهدة المجموعة الفوتوغرافية على هذا الرابط.

لزيارة صفحة الرواية على الفيس بوك. هنا.

رواية موصى بها :).

التصوير الصحافي المحلي يعاني من إشكالات أخلاقية ومهنية!

  • C journalism
    السبت, 04 يونيو 2011
    الرياض – عبدالله وافيه

    أكّد المصور السعودي مصلح جميل أن التصوير الصحافي المحلي يعاني من إشكالات أخلاقية مهنية بالجملة، مرجعاً أسباب ذلك إلى ضعف تدريب وتأهيل المصورين والوضع الوظيفي للمصور ضمن طاقم المؤسسة الصحافية. وانتقد في محاضرة نفذها نادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض مساء الأربعاء الماضي في مقر النادي، وجمعت عدداً كبيراً من المتخصصين في التصوير، ما يسمى بصحافة المواطن، معتبراً أن المواطن لا يمكن أن يكون حيادياً حتى ينقل للناس الحقيقة كما هي.

    وأضاف إن الاحتفالية بصحافة المواطن من العامة في العالم العربي تأتي بسبب فشل الصحافة و(الميديا) بشكل عام في أن تمثّل كل وجهات النظر أو تنقل الحقيقة.

    في بداية المحاضرة، أشاد جميل العائد تواً من الولايات المتحدة الأميركية بعد حصوله على بكالوريوس فنون فوتوغرافية، بالشراكة الثقافية بين أدبي الرياض ونادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط باعتبارها أول شراكة فاعلة بين نادي أدبي وجهة معنية بالتصوير، قبل أن يتحدث عن بدايات التصوير والتصوير الصحافي، معتبراً أن الصورة منذ بدايتها ارتبطت بالواقعية والحقيقة، إلا أن صدقية المصور قد تتعرض للشك نتيجة للطريقة التي يعمل بها أو الجهة التي يمثلها. وأكد أن تعديل الصورة الصحافية من المحرمات.

    واستشهد بقصص لمصورين صحافيين تعرضوا للطرد والتشهير بسبب قيامهم بالتعديل، مضيفاً أن مسرحة الصورة لا تقل حرمة عن التعديل، وموضحاً أن البيت الأبيض الأميركي أوقف ممارسة مسرحة صور الرئيس التي كانت مفروضة على صحافي الوكالات والصحف.

    من القضايا المهمة التي تمت إثارتها في المحاضرة ما يتصل بسؤال الأخلاق، إذ قال جميل إن التقاط صورة صالحة أخلاقياً يجب أن يكون سؤالاً حاضراً في ذهن كل مصور، لأن الصورة الصحافية هي العين التي يرى بها العامة الحقيقية.

    المصدر: عبدالله وافيه، الحياة

    الصورة المرافقة: شريحة من العرض البصري المرافق للمحاضرة.

أعمالي في متحف أوكلاهوما

 musleh jameel @ oklahoma science museum 

يعرض متحف ولاية أوكلاهوما للعلوم مجموعة من اعمالي الفوتوغرافيةبقاياالتي تتناول الغرب الامريكي (الصنف السينمائي) والغرب الامريكي (المكان). كمشاهد لافلام الغرب الامريكي، استهلكت مثل الكثيرين الصورة النمطية التي قدمتها هوليوود عن الغرب الامريكي:المكان. رعاة ابقار، خيول، قطارات ،الخارجون على القانون، الهنود الحمر والجواميس..وغيرها من العناصر التي تحضر في طبيعة تتفاوت بين الخلابة والصحراوية القاسية ولكنها في كل الحالات مسرحا مليئا بالحركة والاثارة. وخلال اكثر من ثلاث سنوات من الاقامة والسفر في الغرب الامريكي، تلاشت تلك الصور الهوليوودية عن الغرب المكان، فحاولت في مجموعة بقايا أن أستعمل ذات المكان والعناصر ولكن بصور ثابتة محاولا اعادة تصوير الغرب من منظوري الشخصي للمكان وعناصره كما احسست بها. مجموعة بقايا لا تتناولايديولجي افلام الغرب ولا تحاول تقويض جمالية الصور السينمائية… إذ تظل هذه المجموعة بالنسبة لي كحالة توثيق لعناصر الغرب الامريكي المكان من جهة، ومن جهة أخرى كردة فعل على نمطية  صورته الهوليوودية في أفلام الغرب.

تمت طباعة صور هذه المجموعة بطريقة السيانوتايب على اوراق الوان مائية. واختياري لهذه الطريقة التاريخية يأتي لاستغلال صفات هذا النوع من الطباعة الذي ينتج هذه الصبغة اللونية الباردة التي تضفي على موضوع الصورة الساكن مزيدا من السكون أقرب الى التجمد. بالاضافة الى ان هذا النوع من الطباعة يحتم معالجة يدوية خاصة لكل طبعة مما يعطي كل طبعة فرادتها التي لا يمكن ان تتكرر في أي طبعة اخرى.

بعض الصور من المجموعة

 musleh jameel @ oklahoma science museum  musleh jameel @ oklahoma science museum, cowboys

حلم من زمن الكساد

حين يبدأ شعر الرأس بالتساقط ويصبح الصلع مصيرا محتوما تصبح قضية اختيار صالون حلاقة من أسهل المهام الحياتية بل وأتفهها. ولان الوضع كذلك معي، فأنني أعطيت نفسي فرصة التعرف على اقرب صالون حلاقة أجده حين اشعر بحاجة إلى حلاقة مستعجلة أو حين لا أجد وقتا لحلاقة شعر رأسي في المنزل!! وبذلك، تعرفت على صالون العجوز ( أرل جوردن ) في صيف 2009م. ولان الحلاقين يحبون الحديث ولديهم حكايات كثيرة، أجابني أرل حين سألته منذ متى وهو يعمل حلاقا، بأن الأقدم من ذلك حلمه بأن يصبح حلاقا.

في الثلاثينات، عز سنوات الكساد العظيم في أمريكا، ولد أرل في جنوب ولاية أوكلاهوما، التي تعتبر من الولايات التي تأثرت بالكساد وبما يسمى بقصعة الغبار والجفاف التي أجبرت الاوكلاهوميين على الرحيل من مزارعهم. في تلك الفترة كان يذهب أرل مع إخوته إلى المدينة الصغيرة القريبة من مزرعتهم ويرى صالونات الحلاقة النظيفة والناس تجلس وتتحدث، بدأ حلمه وهو في السادسة. وذات يوم بعد العودة من المدينة مبهورا بجمال صالونات الحلاقة، تأمل أرل الصغير غبار المزارع وبؤس أهلها فقال لوالديه “عندما أكبر لن أكون مزارعا فقيرا بين الأتربة..سأكون حلاقا”.

استمتعت بأحاديث العجوز أرل من بعد تلك القصة، زرت الصالون أكثر من مرة. وفي ربيع 2010م كنت أريد أن أنجز تقرير صحفي مصور وعرضت علي ارل أن يكون عن حياته وعمله اليومي، فرحب بي، وجلست لتسجيل الحوار واستمتعت أكثر بقصص كثيرة عن طفولته وتعرفه على زوجته وتنقل صالونه من أكثر من مكان وعن تأثير الوضع الاقتصادي على عمله بشكل خاص وعلى هذا النوع من الصالونات. كان دائما متفائلا مبتسما. يجسد بتفاؤله وثقته وسعادته ما كتب على لوحة معلقة في صالونه، “لماذا تقلق ..الله لا يزال على العرش”.

لقد تأثرت شخصيا بتجربته الحياتية وقصصه الكثيرة التي لم استطع إدراجها في هذا العرض. كيف حقق حلمه ويعيشه كل يوم حتى وهو يقترب من الثمانين من عمره. هذه التجربة الإنسانية الفردية، حتى ولو كانت متوارية في صالون متواضع في شارع متواضع في مدينة أوكلاهوما، إلا إنها كانت ممتعة بالنسبة لي وملهمة…ويكفي منها قوله بعد ستين سنة من عمله حلاقا، “أتمنى من كل شخص أن يعمل ما يحب.. وان يستمتع”.

العرض المصور: تصوير وتحرير: مصلح جميل