غياب الصورة “الإيقونة” لكارثة جدة

مصلح جميل

copyright  @ alriydh.com

مؤمن أن الصورة الفوتوغرافية قادرة دائما على “أيقنة” الحدث بروحه وشكله واختزاله في هذا الشكل المكبسل من الصورة (الايقونة). كارثة جدة التي راح ضحيتها أكثر من مئة إنسان كانت فرصة عظيمة لكل مصور صحفي لالتقاط الكارثة وتصويرها واختزالها في صورة واحدة تكبسل الحدث وتوثقه وتسوقه، ولكن إلى لحظة كتابة هذه المقالة لم أرى صورة واحدة تحمل روح الكارثة وتصدم المشاهد وتنقله إلى حالة الكوارثية التي عاشها الإنسان في جدة/الحدث ومن ثم تبقى هذه الصورة في ذهن الملتقي كأيقونة لما حدث.

وفي التاريخ الفوتوغرافي أمثلة كثيرة على صور فوتوغرافية اختزلت أعواما من الحروب والكوارث، منها صورة (أم مهاجرة) للمصور الأمريكية (دوروثا لانق) اختزلت وكبسلت ووثقت وأيقنت وسوقت لحالة الكساد العظيم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثلث الأول من القرن الماضي. صورة  واحدة (موت الجندي) لروبرت كابا اختزلت وأيقنت ووثقت الحرب الأهلي الاسبانية. صورة واحدة (امرأة تنتحب) للمصور الهندي اركو داتا أيقنت وكبسلت وصدمت وسوقت لكارثة تسونامي. صورة واحدة (صورة الطفلة السودانية التي تموت جوعا بينما نسر يقنصها) للمصور الجنوب إفريقي كيفن كارتر صفعت العالم واختزلت المجاعة في السودان في تسعينات القرن الماضي في صورة واحدة لا تزال تصفع الذاكرة البشرية وتختزل روح كل الأبرياء اللذين ماتوا جوعا. الأمثلة كثيرة للصور الفوتوغرافية التي اختزلت الكوارث والحروب في صور يظهر فيها وجه الإنسان وجسده في أقصى حالات الألم والتأثر والفجيعة.

 photojournalism samples

وحينما قلت أن كارثة جدة التهمت أكثر من مئة إنسان، كنت متعمدا لان اذكر الإنسان الضحية رغم الخسائر الفادحة في الممتلكات من سيارات ومنازل ومتاجر وممتلكات شخصية وعامة. نعم، الممتلكات ضحية أخرى لهذه الكارثة ولكن أين الوجع والفجيعة الإنسانية من كل الصور التي شاهدناها؟ أين الموت ومظاهر الموت والخسارة Continue reading

صمود

a tree (C) Musleh Jameel

في القرى.. حيث يتعلق الناس بالأرض أكثر ويحبونها ويدركون قيمتها وقيمة كل تفاصيلها من أشجار وحجارة وأمكنة.. يطلقون على كل شيء اسم. كل شجرة تعرف بـ أسم. كل صخرة كبيرة لها اسمها. كل بئر ووادي ومزرعة. الأشياء لها مكانتها وحضورها في الحياة اليومية للقرويين. والأشياء في القرى تعيش مع الناس ومثلهم. تكبر الأشجار وتشيخ. وهذه الشجرة التي عشت بعضا من طفولتي حولها وتحتها حين كانت شابة وكنت طفلا،  كانت تقف على قمة الجبل الذي تختفي الشمس خلفه كل يوم وأول مكان تلامسه أشعتها في صباح اليوم التالي في قريتنا الجنوبية. زرتها في الحادي عشر من ذو الحجة 1423هـ وهي تعيش أخر أيامها صامدة تناجي الغيوم وتراقب المكان والأشياء تشيخ وتتغير.

كنت محظوظا أن التقطت هذه الصورة لها، بفيلم سلايد من فوجي (بروفيا 100). عدت إلى الدمام بعد أسبوع، وبعد تحميض الأفلام تأملت الشجرة الصامدة وكيف تشكلت بقايا أغصانها كـ يد ترتفع إلى الله. لا أذكر لهذه الشجرة أسما..ولكن إن لم يكن..فلها حياة عاشتها على قمة جبل تراقب القرى وأهلها، وكانت أقرب إلى السماء منهم.

 بعد عام تقريبا من تاريخ التقاط تلك الصورة، زرت المكان ووجدت تلك الشجرة تستريح على الأرض. تحاول العودة إلى التراب كبذرة صغيرة والغيوم تمر بها كما تمر الأيام في القرى والأشياء تشيخ وتتغير..

فيدروز .. المصادفة الجميلة.

احد اعمال فيدروز التي تبدو فيها فلسفته في الطرافة في الصورة

 

مؤمن بأن في العالم مبدعين لا نعرفهم وندرك قيمة وجمالية ما يعملون حتى نلتقي بهم شخصيا ويتحدثون إلينا ليمنحونا الصورة الكاملة للعمل الفني أو الإبداعي الذي ينتجوه. Nick Vedros من المصورين المحترفين الذين كانت المصادفة وحدها السبب أن احضر احد محاضراته. وجدت إعلانا عن السيمينار قبل يوم واحد فقط ومن “محاسن الصدف” أن مكان المحاضرة “فندق الكروان بلازا” بجانب مسكني اي لا يبعد إلا خمسين متر بالكثير. وتذكرة الدخول للطلاب عشرة دولارات فقط، أيضا الجهة التي ترعى هذا النشاط هي أهم جهة معنية بالفن الفوتوغرافي في الولاية مما شجعني على حضور هذا السيمينار وقضاء ثمان ساعات مع مصورين لم اسمع بهما من قبل! كان عنوان السيمينار مشجعا ومغريا أيضا ” فن التصوير الفوتوغرافي وعلم الرقميات والعكس بالعكس”، ولكن الحقيقة انه لم يكن بتلك “العلمية” التي توقعتها بل كان اقرب لعرض تجارب المصوران ومقارنات سريعة حول التقنية/العلم والفن/التصوير.

 حضرت مبكرا وبدأ احد مدراء مبيعات كانون في أمريكا بتقديم المصور فيدروز قائلا إن كانون تحرص على اختيار مصوريها التي ترعى نشاطاتهم وان فيدروز افضل الافضل. كنت متشككا رغم انني شاهدت بعض اعماله على الانترنت في ان يكون افضل الافضل. اعتقدتها كلمة تسويقية تشويقية ليس الا! ولكن فيدروز الذي درس التصوير الصحفي ثم عمل “كم يوم” مصورا صحفيا كما بدأ يخبرنا باسلوب شيق عن بداياته، أدرك بعد كم يوم عمل تصوير صحفي بأن التصوير الصحفي ليس مجاله ليقرر ان يبدأ في مشروع أستوديو ويبدأ حياته كمصور حر ليصبح من اشهر المصورين في امريكا في مجال التصوير الاعلاني. ولا غرابة ان يتقاضى عن الصورة الواحدة مبلغ قد يصل إلى أكثر من عشرة ألاف دولار. بل ان احد صوره بلغت تكلفتها حسب ما ذكر “قررت حذف الرقم لأنه حقيقة مفجع” وكن لكم أن تتخيلوا عشرات عشرات عشرات ألاف!!  اللهم لا حسد! وفي الحقيقة مجرد مشاهدة هذه الصورة ذات التكلفة المرتفعة بدون معرفة كم ساعة أخذت عملية التصوير لا يمكن أن تقنع أحدا بأنها قد كلفت تلك المبالغ، ولكن الشركة دفعت والصورة صنعت والكل “مبسوط.”

الصورة التي كلفت عشرات الاف. www.vedros.com

(الصورة التي كلفت عشرات الالاف) www.vedros.com

خلال ثلاث ساعات استمتعنا واندهشنا ببعض مقاطع الفيديو التوثيقية لعمليات التصوير بالإضافة إلى قصص فيدروز الطريفة والغريبة والملهمة في حياته كمصور على مدى أكثر من ثلاثين سنة. وليست الدهشة التي فاجئنا بها فيدروز كلها متعلقة بالجوانب المالية والتقنية للصورة، ولكن الاهم من ذلك المفاهيم والفلسفة التي يتبعها بعد عقود من العمل مع الشركات والمدراء الفنيين لشركات التصميم وفلسفته الخاصة. فمن اهم ما قاله انه يدرك بأن الرسالة يمكن ايصالها الى المتلقي عن طريق الطرافة  والترفيه في الصورة ولذلك نجد في صوره التي ينفذها للشركات روح الفكاهة والطرافة. ويمكن ترجمة ما قاله “المفهوم الذي اتبعه هو أن الصورة التي ترفه، تخبر قصة وتوصل فكرة” وهي فكرة تسويقية حديثة نوعا ما، يمكن إدراكها في بعض الإعلانات التجارية التلفزيونية الحديثة أو في الحملات الانتخابية الأمريكية الأخيرة في حضور المرشحين تلفزيونيا بشكل هزلي ترفيهي طمعا في إيصال الفكرة وتسويق برامجهم. وفيدروز منذ عقود يدرك هذا الشيء ويشحن صوره بالطرافة ومفهوم الترفيه من أجل تقبل المتلقي للصورة وإجبار المتلقي على البحلقة أكثر في الصورة ومن ثم تصله رسالة المنتج أو الشركة.

حقيقة أن المذكرة الصغيرة التي أخذتها معي امتلأت بالمقتطفات التي التقطتها من فيدروز أثناء محاضرته ومنها حديثة عن تجاربه مع المدراء الفنيين لشركات الإعلان أو الشركات الكبرى التي يتعامل معها وكيفية العمل على مشروع الصورة من الصفر وحتى تسليمها. الكثير من ما استمتعت به واستفدت من تلك المحاضرة لا يمكن الكتابة عنه لأنه من ذلك النوع الإلهامي والمتعة غير القابلة للوصف. وهذا ما اجبرني على الكتابة عنه وتعريف القارئ الذي قد يصادف هذا الموضوع عن هذا المصور رغم أنني التقيت بعشرات المصورين في محاضرات وورش عمل ولكن فيدروز من أفضل الأفضل في مجاله. وحتى لا أبخص حق المحاضر الأخر Doug Box حقه، فقد كان تقنيا بحتا في محاضرته ولكنه قال جملة في نهاية محاضرته كانت هي الأهم حيث أوصى الحضور واغلبهم مصورين محترفين
مصلح جميل مع المصور الامريكي فيدروز

مصلح جميل مع المصور الامريكي فيدروز

 وطلاب وقلة من الهواة بالحرص على مفهوم الاحترافية في التعامل مع التصوير ومع الزبائن وهي مسألة مهمة في أي مجال ولكن الرقمية في عالم التصوير خلطت المفاهيم وهذا موضوع لاحق ربما يأتي وقت للكتابة عنه.

 

 

 

 

 

امراة تموت عطشا..ما الجديد؟

jehad nga

على الصفحة الأولى لجريدة النيويورك تايمز، (عدد 54792) نشرت صورة لـلمصور جهاد نقا، والصورة كما أتى الشرح المرافق لها، “امرأة عجوز تُسقى ماء. الكثير من كبار السن واهنون أو مرضى ولا يستطيعوا إطعام أنفسهم.”

شدت انتباهي هذه الصورة على صدر الصحيفة لسبب هي أنها ذكرتني بالصورة الفائزة بجائزة مسابقة الصور الصحفية العالمية للعام 2005م فهي وان اختلفت الدولة الملتقطة فيها الصورة أو اختلفت العدسة وزاوية الالتقاط، إلا إنها صور تتشابه في الموود العام والألوان والموضوع والحقيقة التي هي أن الإنسان يموت في إفريقيا من الجوع والعطش. والصورة من الوهلة الأولى –حتى بدون قراءة التعليق المرافق لها- تدل على إنها صورة ملتقطة في إفريقيا لأثار الجفاف والعطش. ( صحراء لوكوري، شمال كينيا). Continue reading

البحث عن الطبيعة في السهول الشاسعة والمروج الأمريكية

oklahoma-imp-collection-1

عندما وصلت أمريكا في العام 2007م، كنت أدرك أنني متوجه إلى احد اشهر ولايات المروج الأمريكية، أوكلاهوما. حيث لا جبال تبرز في صفو تلك السهول المغطاة بالعشب والممتدة لـ ألاف الكيلومترات. سهول ممتدة إلى ما لا نهاية وسماء زرقاء شاسعة وبعض الأنهار التي تبدو مياهها راكدة كلت من الحركة في تلك الأرض المنبسطة. بدأت حينها في البحث عن التفاصيل والتكوينات والألوان في الطبيعة. وهنا المجموعة الأولى لشيء من الطبيعة في تلك السهول. Continue reading

صورة فتاة المصعد لروبرت فرانك

 

 صورة فتاة المصعد لروبرت فرانك..ذلك الشيء العميق في داخلي

صورة فتاة المصعد. تصوير روبرت فرانك 1959

صورة فتاة المصعد. تصوير روبرت فرانك 1959

 مصلح جميل

أول مرة أشاهد فيها صورة لـ (روبرت فرانك) كانت ضمن محاضرة لمدرس ومصور أمريكي يتحدث فيها عن تجربته في التصوير ويعرض بعضا من صور المصورين الذين تأثر بهم، ثم عرض واحدة من اشهر صور المصور السويسري ( يهودي هاجر بعد الحرب العالمية الثانية إلى أمريكا) روبرت فرانك. صورة فرانك لأمريكيين في عربة قطار تمثل مرحلة تاريخية كاملة من حياة أمريكا. حين كانت العبودية ثم التفرقة العنصرية حاضرة في الحياة الأمريكية على مدى مئات السنين. لدهشتي من تلك الصورة بدت لي كأنها من فيلم سينمائي أو صورة ممسرحة. فالترتيب في القطار يمثل الترتيب التسلسلي للمجتمع الأمريكي: حيث السيد الأبيض ثم زوجته ثم أطفاله ثم العبد ثم العبدة! هذه الصورة بكل حقيقتها تمثل الحياة الأمريكية إلى ما قبل الستينات من القرن الماضي. هذه الصورة أيضا أتت على غلاف كتاب روبرت فرانك ( الأمريكيون)، الذي احتوى على مجموعة من الصور التوثيقية الصحفية التي التقطها فرانك في رحلته لمدة سنتين عبر أمريكا.

من تلك المحاضرة بحثت عن صور روبرت فرانك، ولكني اكتشفت أن الكثير من صوره الفوتوغرافية ليست من تلك الصور التي يمكن إدراك قيمتها وفلسفتها وجمالياتها من مشاهدتها فقط بدون قراءة قصصها وتاريخ التقاطها ومن ثم دراسة التاريخ الأمريكي لمعرفة “ما المدهش في صوره”. وهذا الفعل بالمناسبة هو من أصعب عمليات التثقف الضوئي. فمن يشاهد تلك الصورة بدون معرفة تاريخ العبودية والتفرقة العنصرية (والتي كان من ضمنها التفرقة في المرافق العامة ومنها وسائل النقل) في أمريكا وتاريخ التقاط ومكان الصور لن يدرك قيمتها. وبالمناسبة لقد بدأت أول حركات العصيان المدني لقوانين التفرقة العنصرية ضد السود في وسائل المواصلات!

كتاب روبرت فرانك. الامريكيون
كتاب روبرت فرانك. الامريكيون

ويجدر ذكر اعتزاز فرانك بصوره –وهي تستحق ذلك من وجهة نظري لقيمتها التوثيقية والجمالية- انه اعتبر صوره أرقى من صور انسل آدمز ساخرا من أعمال انسل آدمز بأنها ليست إلا محاولات لوزن تعريض السماء مع الرمل معتبرا أعمال آدمز مجرد بوست كاردز!

غير تلك الصورة المشهور لفرانك لا اذكر ان صورة أخرى أدهشتني، ربما لأنني لم اقرأ قصص بقية الصور. قبل عدة أيام فقط، استمتعت مجددا بصورة من صور فرانك، وهي صورة ” فتاة المصعد”. والمناسبة التي جعلتني أجد هذه الصورة هي الاحتفال الخمسين بكتاب فرانك ” الأمريكيون” الذي سيطوف عدد من المتاحف الأمريكية خلال هذه السنة. صورة “فتاة المصعد” هي صورة لفتاة أمريكية كانت تعمل في مصعد فندق في ميامي بيتش، التقطها فرانك عام 1959م. ويقول عنها الكاتب جاك كيرواك، الذي رافقت نصوصه وكتاباته كتاب فرانك المصور:

“فتاة المصعد الصغيرة الوحيدة التي تنظر بحسرة للأعلى، محاطة بأرواح ضبابية. ما اسمها وما عنوانها؟”

والمفارقة الجميلة التي أعطت لتلك الصورة روحا جديدة وقصة جديدة وأجابت على سؤال (جاك كيرواك) بعد عدة عقود أن الفتاة التي أصبحت عجوزا الآن شاهدت نفسها بالصدفة في الصورة أثناء زيارتها لمعرض يحتوي على صور فرانك. أي أنها ومنذ أربعين عاما وصورتها تطوف العالم في كتاب فرانك لم تكن تعلم إلا قبل عشر سنوات بالصدفة حين زارت متحف في كاليفورنيا يضم صور فرانك، تقول  شارن كولونز/Sharon Collins ” وقفت مبحلقة في تلك الصورة لمدة خمس دقائق، لا ادري لماذا، لاكتشف أنها صورتي!!”

الآن شارن كولونز، العجوز ذات العينان الواسعتان وتلك النظرة الحائرة تزور المعرض الاحتفالي بالذكرى الخمسين في سان فرانسيسكو-كاليفورنيا، وتقول عن ذلك أيضا، “قرأت خبرا عن المعرض في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكال وكانت الصورة المرافقة للخبر صورتي! أخبرت زوجي وأبنائي فقالوا لابد أن تذهبي إلى المعرض..”

وفي سؤال لها عن ما إذا كانت تذكر تلك اللحظة التي التقط فيها فرانك الصورة قبل خمسين عاما، تقول “أتمنى أنني استطع تذكر تلك اللحظةـ ولكن بكل أسف لا اذكر، كثير من السياح كانوا يحملون كاميرات ويلتقطون الصور.”

وعندما قلت في مقدمة هذه القراءة أن صور فرانك من الصور التي يجب قراءة تاريخها لإدراك جمالياتها وقيمتها، فهذه الصورة دليل على ذلك، فبدون معرفة أن الفتاة ذات دخل محدود وتعمل في احد أكثر الأماكن غلاء وجذبا للسياح وفي فترة الخمسينات وفي وظيفة فتاة مصعد، لا يمكن ان تكون ذات أهمية، ليس ذلك فقط بل ما قالته السيدة العجوز عن تلك الصورة هو ما أضف لها البعد الجمالي والإنساني.

فسؤال جاك كيرواك الذي طرحه قبل خمسين عاما عن اسم وعنوان تلك الفتاة لم يعد سؤالا بدون إجابة بعد أن كشفت كولونز عن شخصيتها، ولكن هل صدق الكاتب كيرواك في وصف الفتاة بالوحيدة؟ تقول في إجابة لهذا السؤال في لقاء إذاعي،  ” في تلك المرحلة كنت بحاجة إلى عمل حين كان يذهب أصدقائي إلى المخيمات الصيفية، ومن يعرفني يعلم أن لدي ابتسامة واسعة وضحكة كبيرة، ولكن روبرت فرانك و جاك كيرواك شاهدا شيء لا يشاهد عامة الناس. ذلك الشيء عميق في داخلي لا يمكن أن يعرفه إلا من يكون قريب مني.”

بعد نصف قرن، شارون تقف في وضع تمثيلي لذلك المشهد. صورة توضيحية لـ أيان بدقهام
بعد نصف قرن، شارون تقف في وضع تمثيلي لذلك المشهد. صورة توضيحية لـ أيان بدقهام

تستاهل يا ابراهام لينكون

تستاهل يا ابراهام لينكون

مصلح جميل

 ابراهام لينكن تصوير مصلح جميل

خلال ساعات من التجول حول النصب التذكاري للرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي 8/2009، التقطت بالصدفة وحدها هذه الصورة لسيدة تجلس على ركبتيها أمام مدخل النصب التذكاري وتحتضن ولدها بيدها اليسرى وتشير إلى النصب بيدها اليمنى لتحكي لصغيرها  قصة ما.

هذا النصب التذكاري الذي بني في العقد الثاني من القرن الماضي ليضم هذه المنحوتة الرخامية للسيد الرئيس أبراهام لينكون، نحتها النحات الأمريكي (دانييل تشيستر فرانس). تتضمن جدران النصب التذكاري أجزاء من خطابات لينكون الشهيرة، خاصة وانه كما يقول عنه المؤرخين حافظ الاتحاد الأمريكي بعد انفصال ولايات الجنوب التي قادت إلى الحرب الأهلية الأمريكية التي استهلكت ما يقارب نصف مليون نسمة، وكان محركها الرئيسي رفض ولايات الجنوب تحرير العبيد والانفصال عن الاتحاد.

ومن العبارات المنقوشة على هذا النصب التذكاري الذي بنى على شكل معبد إغريقي..

“في هذا المعبد

كما في قلوب الشعب

لذلك الذي أنقذ الاتحاد

ذكرى أبراهام لنكولن

مكرسة إلى الأبد”

ومن هذه العبارة شعرت بأن هذه الصورة هي من أهم ما التقطت من صور للناس حول هذه المنحوتة العملاقة التي يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار لتظهر السيد لنكن بهذه المهابة والخشوع. هذه الصورة التقطت بعد غروب الشمس وكنت قد حضرت Continue reading

التسمم التلفزيوني

التسمم التلفزيوني

 

family guy TV showدكتورة الأدب الإنجليزي الأمريكية التي تطلب منا مشاهدة برامج تلفزيونية والكتابة عنها، وتعرض علينا بين فترة وأخرى مسلسلات وأفلاما ضمن مادة الكتابة الإنجليزية، أخبرتنا بأنها قاطعت مطعما في المدينة التي تسكنها لأن إدارته وضعت مؤخرا تلفزيونات يمكن للأطفال في المطعم أن يشاهدوها حتى ولو لنظرات خاطفة. مقاطعتها هي وزوجها وطفلتاها المراهقتان ردة فعل لأنها ترفض أن يشاهد أطفالها تلفزيونا بدون أن تكون على دراية بما يبث. وعلى النقيض المضحك فإن أغلب أفراد العائلة السعودية مؤمنون بأن التلفزيون بكل قنواته حق للجميع. وبعض المنازل مزودة بأكثر من جهاز، لأنه يأتي لدى البعض في اعتبارات مجتمعية كحق يضمنه القانون الطبيعي كالتنفس والأكل والنوم. Continue reading

Visualization

 

beaver-park-2

وهي عملية مهمة أثناء التصوير بالأبيض والأسود، بل تكاد تكون العامل الأساسي في الحصول على صورة ابيض واسود جيدة، والجودة تكون لأسباب أهمها التونات الظاهرة في الصورة tonality   .  الصورة هنا ملتقطة رقميا ومن ثم تم التحويل إلى الأبيض والأسود رقميا من خلال الفوتوشوب. المشهد يقع في منتزه (بيفر بلند) الواقع على حدود ثلاث ولايات أمريكية هي اركانسا، تاكسس واوكلاهما التي تضم المنتزه رسميا. أثناء رحلة التخييم مع اثنين من الأصدقاء في المنتزه نهاية شهر June 2009. كان هذا النهر هو الأكثر جاذبية في منتزه مليء بالبحيرات والأنهار الكسالى. Continue reading

المجتمع ضد مازن عبدالجواد

خلال ظهوره في قناة ا ل بي سي اللبنانية في برنامج أحمر بالخط العريض (شاهد يوتيوب) متحدثا عن تجربته الحياتية الجنسية، ذكر الشاب السعودي، مازن عبدالجواد، أن لديه في غرفة نومه قضيب صناعي، وصله كهدية ويحتفظ به مع دمى على أشكال أعضاء جنسية بالإضافة إلى مواد جنسية أخرى. تحدث الشاب أيضا بحماس وفخر عن غرفته ورأيه في المرأة ومتى وكيف مارس الجنس مع جارته حين كان عمره 14 ومنذ ذلك الحين بدأ -كما يقول- اهتمامه بالجنس. الشاب المتحمس في البرنامج كان يشعر بزهو غريب يخالطه عدم ثقة في أحيان تظهر على ارتباكاته من أسئلة على شاكلة أين هو المكان الذي تحلم بممارسة الجنس فيه، ليجيب: خارج الطبيعة!mazen and the community

يبدو أن الشاب أيضا شعر بأن لديه ما يجب أن يراه العالم وكان ينتظر برنامجا تلفزيونيا يستضيفه ليتحدث عن الجنس والغزل وجسد المرأة والدمى في غرفته التي رتبت بأوضاع جنسية، كل ذلك من وسط مدينة جدة.

ظهر معه في البرنامج ثلاثة من أصدقاءه أشبه ما يكونوا بالكومبارس في مشاهد متخشبة كان حضورها ليس أكثر من مجرد تصوير تجربة الشاب أكثر عمقا وخبرة.

هذا الظهور لهذا الشاب اغضب 100 مواطن سعودي من جدة، ليتقدموا بدعوى قضائية تسلّمتها المحكمة الجزئية بجدة يوم السبت الماضي ضد الشاب حسب ما نشرته جريدة المدينة. ومن التهم الموجهة إليه حسب ما ورد بالخبر:

Continue reading